ظاهرة التفرد الصوتي "البصمة الصوتية" في الدرس اللساني الحديث ومنهج دراستها في التراث العربي
الملخص
يُعنى هذا البحثُ بدراسةِ ظاهرةٍ صوتيّةٍ بدأَ الاهتمامُ بها يتزايدُ في السنواتِ الأخيرةِ، وهي(ظاهرةُ التفرُّدِ الصوتيِّ) أو البصمةُ الصوتيّةُ، التي بها يتميّز الفردُ صوتيّاً من غيرِهِ، وبها – أيضاً – يمتلكُ الإنسانُ بصمةً نطقيّةً خاصّةً به شأنها في ذلك شأنُ بصمةِ الإصبعِ، أو البصمةِ الإحيائيةِ (DNA ).
وقد عُنيت العلومُ التطبيقيةُ الحديثةُ بهذهِ البصمةِ الصوتيةِ، ولكنَّ الباحثَ وجدَ أنَّ نصوصَ اللغويينَ وجهودَهم في دراسة ظاهرةِ التفرُّدِ الصوتيِّ ما زالتْ متناثرةً، تكادُ تُعرضُ بطريقةٍ مبتسَرةٍ هنا أو هناك، لذا رأى جمعَها وتحليلَها وبيانَ المنهجِ الذي ينتظمُها، ورأى عرضَ طريقةِ اللسانياتِ الحديثةِ في دراسةِ هذه الظاهرةِ الصوتيةِ الدّقيقةِ .
ويرى الباحثُ أنَّ كثيراً من المفاهيمِ والنظرياتِ اللسانيةِ الحديثةِ لها جذورٌ تراثيةٌ أصيلةٌ، لذلك رأى أنْ يتّجهَ نحو التراثِ ليبحثَ عن أصولِ دراسةِ هذه الظاهرةِ، وقد وَجَدَ طِلْبته، إذ تبيّن له أنَّ التراثَ العربيَّ قد عُني بهذه الظاهرةِ، ودَرَسها، وحلّلَ أسبابَ وقوعِها، لذلك آثر الباحثُ أنْ يدَّعي أنَّ دراسةَ ظاهرةِ التفرُّدِ الصوتيِّ في التراثِ العربيِّ كان قد تمَّت على وفق منهجٍ محدَّدٍ عَرَضَهُ في مبحثٍ مستقلٍّ في هذه الدِّراسةِ .