الخطاب المنقبي وصياغة الحدث التاريخي "غياب الأمن" "غزو تلمسان وحصاراتها خلال العصر الزياني أنموذجا

الملخص

      يُعنى النص المنقبي بتدوين سيرة الولي الصوفي، وبنشر شمائله وصفاته المثالية وذكر أخبار ولايته وكراماته... هذا النص كخطاب منقبي يعمل على تسجيل الحدث التاريخي في إطار عنايته بسيرة الولي، أي من خلال تدخل الولي وإقحام فاعليته الاجتماعية في بناء هذا الحدث. لهذا تبنى الخطاب المنقبي الخاص بالفترة الزيانية، في إطار إعادة بناء الحدث التاريخي منقبيا مشروعية النمط الأوليائي الذي جعل من حدث "غزو تلمسان خلال العصر الزياني" يدخل في نطاق الحياة اليومية للأولياء الذين اضطلعوا بمهمة حماية المدينة وصد غزوها، ومواجهة الانعكاسات الاجتماعية المترتبة عنها، سواء كان ذلك بمساهمة فعلية واقعية، أو خارقة "كرامية". ضمن هذا المنحى كان للخطاب المنقبي دوره في كشف جانب مهم من الحدث التاريخي في جوانبه وحيثياته الاجتماعية.