قصيدة النثر عند جون أرتور رامبو
الملخص
عرفت الشعرية الأوروبية انطلاقا من كتابات أٍثور رامبو ثورة على الأنموذج الشعري السائد حينها ،فقد ارتقى التنظير النقدي من مستوى الجمالية الرومنسية إلى حدود الرؤى الميتافيزيقية المؤسسة لفوضى التشكيل الفكري الحداثي رغم المسار الشعري و النقدي الخاطف لرامبو فقد صنع للشعر الأوروبي و العالمي ما يكفي ليعيد الحياة للشعر الذي أفرغ من محتواه الميتافيزيقي ، حيث أعاد تركيب ميتافيزيقا الملموس و جعلنا نشعر بمجهول يختبئ في المادة نفسها،و يمكن اعتبار رامبو المنظر الأول لقصيدة النثر بامتياز ،فقد انطلق في كتاباته من تجربة لويس برتران و شارل بودلير،فرأى أن المواقف النقدية التحديثية عند بودلير لم ترتق إلى مستوى الفرادة الللغوية الميتكرة و المتحررة كليا،ليس من المتطلبات المنطقية و من القيود النحوية و العروضية فحسب،بل كذلك من التراكيب و الصياغات التي تهبنا إياها جاهزة عاداتنا النحوية المتوارثة عن الأجيال....