مركزيّة العلاقة اللّغويّة في الدّرس اللّساني الحديث

الملخص

تعد العلامة اللغوية ذات أهمية بالغة في الدراسة اللسانية الحديثة، فهي المركز الذي دارت حوله أبحاث دي سوسير فضلا عن علماء آخرين، وما تفريقه بين ثنائية اللسان والكلام، وإقرارُه بأن اللسان هو موضوع الدرس اللساني إلا لتوضيح ما يقوم عليه نظام اللغة من أدلةٍ، ولذلك كان جوهر تعريف اللسانيين المحدثين للظاهرة اللغوية قائما - ابتداء - على مفهوم العلامة، فاللغة عندهم نظام من العلامات الصوتية، وحتى يُكشَف عن ذاك النظامِ كان لزاما عليهم الكشفُ عن العلامة اللغوية، ومن ثم كانت دراسة اللغة عندهم تعني -بنسبة كبيرة- دراسةَ العلامة والإلمامَ بها، من خلال الوقوف على طبيعتها ومكوناتها وخصائصها والعمل على الكشف عن العلاقات بين العلامات...إلخ، وليس مجمل ذلك سوى دراسةٍ للغة، وهو ما يؤكد– بما لا يدع مجالا للشك- إقامةَ اللسانيات جوهرَ تعريفها للظاهرة اللغوية على مفهوم العلامة.