الانحطاط والعدميّة عند "نيتشه"

الملخص

إن مصطلح العدميّة، حمل تاريخيَّا عدة دلالات، بحسب تنوع المذاهب الفكرية. لكنه دخل الفلسفة في نهاية القرن الثامن عشر، نتيجة نقاش دار حول مثالية "فيخته" "Fischte". فهل حافظ مصطلح العدميّة على هذه الدلالة في التوظيف النيتشوي؟

يؤكد نيتشه أن العدمية هي حاصل تقليد الفكر الأخلاقي المسيحي، ففي نظره المسيحية مقدمة لمطلقية المعنى، كمسلمة لها، وليس نتيجة تفككها وانحلالها، كانت نشأة العدمية. إنها منطق الأزمة التي أصابت الحضارة والإنحطاط هو الصورة المرضية لأزمة العالم الحديث.

لكن مصطلح العدمية قد طغى في كثير من التفسيرات والتأويلات على لفظة الانحطاط، فلم تكن لهذا الأخير امتدادات كافية للدلالة التي حملها في نصوص نيتشه ومن ثمة كان تساؤلنا حول حقيقة العلاقة القائمة بين الانحطاط والعدمية في الجهاز المفاهيمي النيتشوي؟