غائية الإنسان بين الحتمية الكونية والآلية البيولوجية من منظور الثقافة الغربية
الملخص
مع التطور العلمي الحديث تغيرت النظرة للإنسان، وأصبح دون قيمة بعد أن وضع في خندق الحتمية والآلية والتطور الدارويني مما جعل مشاعر الإحباط واللامعنى تتفاقم لديه لتسلبه كل معاني الأمل والاستقرار ليجد نفسه يتحدث عن الصراع من أجل البقاء وكيف يفوز في معركة الصراع هذه، والتي حتى وإن كسبها فإنه لن يعثر على السعادة المنشودة. إن مضمون الداروينية بالنسبة للأخلاق والسياسة قد يبدو مناقضا أكثر منه مؤيدا للتقليد الموروث عن التنوير المفعم بالأمل. إن الإنسان الغربي خان التطور بنفسه، عندما قدم قيما هوت بالإنسان بدلا من أن تقدمه: قيم الحرب، الكراهية، الظلم. واقع الحال أن العلم الحديث خدم الإنسان فعلا وفتح أمامه الآفاق، لكن في الوقت نفسه جرده من إنسانيته بعد أن تنازل وتخلى عن كل القيم وعلى رأسها الإيمان بالله.