اللّسانيات التداوليـة وأثـرها في تعليميـة اللّغات

الملخص

    التداولية تيار لساني يدرس اللغة في الاستعمال، أي معالجتها من خلال أدائها وظيفتها التواصلية. لدى فهي تهتم بدراسة كل السلوكات والاستعمالات اللغوية لدى المتكلمين بلغة من اللغات في مجتمع معين، وذلك بغرض الكشف عن سنن وقوانين هذه السلوكات .

و هي تختلف عن التيار البنيوي من حيث أن هذا الأخير يهتم بدراسة البنى والأشكال اللغوية بمعزل عن استعمالها وعن سياقاتها، وهذا ما أفقر الدراسة اللسانية و حصرها في إطار شكلاني ضيق جدا.

وللتداولية تطبيقات في مجالات عديدة، أهمها تعليمية اللغات، حيث تمثل معطياتها في هذا المجال، ثورة حقيقية ؛إذا أصبح المتعلم هو محور العملية التعليمية، بعد أن كان التركيز على المادة المدرسة.

تهدف الطريقة التعليمية المستوحاة من هذا التيار والتي تسمي بالمقاربة التواصلية إلى إكساب المتعلم كفاية تواصلية تمكنه من توظيف اللغة التي يتعلمها في مختلف الوضعيات والمواقف الاجتماعية. وهذا بدل التركيز على التمارين التركيبية، وحفظ القواعد اللغوية، وهو ما ركزت عليه المقاربات المستوحاة من البنيوية والتي لم تتمكن من خلاله من تحقيق الهدف المنشود المتمثل في جعل المتعلمين يتحكمون في اللغة كوسيلة تواصل.