الصحراء بين النشوة والانزعاج: شاعرية الفضاء المتناقض

الملخص

يبدو أن البحث عن الصحراء، في النصوص الروائية هو لغاية الهروب بعيدا عن الناس، بعيدا عن الضوضاء، والبحث عن الذات واكتشافها  في هويتها  الحقيقية، وما بعد الذات، تلك هي المفارقة الأولى : العثور على "الآخر". الصحراء فضاء غير عادي وغريب، بلا معالم، بلا حدود، هو مكان لتحمل العناء عكس بعض الرؤى الرومانسية. ومن المؤكد أن الصحراء بيئة صعبة والعيش فيها  غير قابل للتحمل، فهي بطبيعتها قاسية تجسد فضاء الشعور بالضيق والدوار، بل هي مصدر الخطر، والمعاناة، ولكن في المقابل الصحراء رمز للملاذ والمأوى والسكون والصفاء والسعادة. وهذا التناقض نفسه هو  ما عبر عنه رشيد بوجدرة بوضوح.

على العموم سنحاول من خلال هذا البحث إثبات ظاهرة التناقض في الصحراء من خلال الروايات الثلاث » تيميمون «،و» صحراء «و» أرض الرجال  «  لبوجدرة    ولوكليزيو، وسانت اكزيبيري. حيث سنبين كيف أن الصحراء فضاء للسعادة والغبطة والفرح، وفي الوقت نفسه مكانا للبؤس والشقاء، والمعاناة. وأن ذلك ليس عبارة عن تحول سردي يعبر عن الانتقال من حالة غبطة وابتهاج أولية إلى حالة بؤس وتعاسة نهائية، أو العكس بل إن الحالتين تحدثان معا في نفس الوقت.